القائمة الرئيسية

الصفحات

[LastPost] أخر المواضيع

التعلم بالاكتشاف الموجه

التعلم بالاكتشاف الموجه

للتعلم بالاكتشاف جذور عند سقراط روسو والجشتالتين وبياجيه، إذ اعتقد هؤلاء أن التعلم الأفضل يأتي عن طريق التفاعل مع الموقف التعليمي وأكتشاف المفاهيم والمبادئ والحصول على المعرفة من تفاعله النشط مع المؤثرات التي يتعرض لها. (١)

وحديثاً أخذت النظريات الحديثة لـ (بياجيه، وبرونر، ودينز) تؤثر تأثيراً ملحوظاً في التنظيم مبنياً على مراحل تطور النمو الفكري، فالتعلم من وجهة نظر برونر يبدأ بتعلم البني المفاهيمية للمادة التعليمية وطرق التفكير فيها، والتفاعل الموقف الجديد أو المشكلة، ويؤكد (بياجيه) أن اكتساب الطفل للمفهـوم يأتي عن طريق استكشافه بنفسه بالتدعيم والتوجيه، وهنا يكمن دور المعلم بتحديد المشكلة وتوجيه الاسئلة المناسبة. 


وينطلق (دينز) كذلك من منطلق بياجيه وبرونر في التركيز على اهمية البناء المفاهيمي ومراحل تكوين المفهوم لدى المتعلم ابتداء من مرحلة اللعب الحر الى مرحلة الصياغة، ويدعو (دينز) الى جو تعليمي مثير للإبداع، يقوم على أساس مبدأ الاكتشاف. (٢)


ويعد (جيروم برونر) من أبرز علماء النفس الذين بذلوا جهوداً ذات قيمة كبيرة في تطوير التدريس من خلال نظريته التي تشدد على التعليم الاستكشافي. (٣)


وينظر الى الاكتشاف بأنه العملية والطريقة التي يصل بها المتعلم الى الحل (أكثر من الحل نفسه) أو النتائج أو الوصـول لمعلومة بعينها، لذا يهتم برونر بالعملية في حد ذاتها، ويمثل في طرق وأساليب الوصول إلى الحل. وعليه تصبح العملية في النهاية قدرة عقلية تنتج من التدريب على حل المشكلات، والتدريب على صياغة واختبار الفروض التي يمكن بتحقيقها الوصول إلى الحل الصحيح. (٤)

التعلم بالاكتشاف الموجه

إن الاكتشاف هو نقيض الأسلوب التقليدي (العرض المباشر) فهو لا يؤمن بتقديم المعلومات لقمة سائغة للمتعلم بل لابد للمتعلم أن يجتهد ويعمل لكي يكتشف الحقيقة بنفسه، وعلى المنهج والمعلم أن يتيحا أمامه الفرصة لذلك فتقدم الخبرات التعليمية على هيئة برنامج استقصائي استقرائي يقوم على دراسة الموقف والربط بين المفاهيم والعلاقات محاولة اكتشاف مفهوم او علاقة أو طريقة حل جديدة، وهو الاسلوب التي تتبناه وتشجع عليه المناهج الحديثة تحقيقاً للأهداف التربوية الجديدة والتي تدعو الى تنمية قدرة المتعلمين على الاكتشاف والابتكار والتجريد والتعميم والأسلوب الاكتشافي يشجع بالدرجة الأولى الفهم العلاق والمجرد. (٥)


مفهوم الاكتشاف الموجه


يعد التعلم بإسلوب الاكتشاف الموجه مهماً في توفير خبرات تعليمية متنوعة ومتعددة أمام المتعلم تساعده في استنتاج حقائق او قواعد او تعميمات علمية تمكنه من تنمية مهارات تكون أكثر سهولة في انتقال أثرها وتفويضها في أنشطة ومواقف تعليمة جديدة.


ذكر برونر أن التعلم بالاكتشاف الموجه يقدم فيه المعلم بعض التوجيهات ويفضل هذا النوع من الاكتشاف في معظم الأحيان، وبدلاً من أن يقوم المعلم بشرح كيفية حل المشكلات، فإنه يوفر المواد المناسبة، ويشجع الطلبة على القيام بالملاحظة، وصياغة الفرضيات واختبار الحلول، ويجب على المعلم أن يزود الطلاب بالتغذية الراجعة في اللحظة الحاسمة بحيث يستفيد منها الطلبة في مراجعة طرائقه أو استخدامها في تشجيعهم على الاستمرار في الاتجاهات التي اختاروها. (٦)


وتجدر الاشارة أن عمليات الاستقراء أو الاستنباط أو المشاهدة أو الاستكمال هي العمليات التي يستخدمها المتعلم كي يقوم بتخمين ذكي، أو يضع فرضاً صحيحاً، أو يحقق حقيقة علمية، وبهذه الطريقة يقوم الطالب باكتشاف العلاقة التي تربط بين المتغيرات او اكتشاف القاعدة التي يقوم عليها الحل. ونتيجة للفروق الفردية فالقدرات العقلية والاستعداد لذا فمن المفيد أن يراعي المعلم القدرات المتفاوتة لدى طلابه عند تهيئة نشاطات يمارسونها من خلال الاكتشاف تتناسب مع إمكاناتهم ويستطيعون القيام بها بكفاءة. (٧)


الاكتشاف الموجه في الموقف التعليمي


يتم التعليم بهذه الطريقة من خلال انشطة التعلم التي يعدها ويتحكم فيها المعلم والتي يحصل بها على مخرجات تعليمية يقوم باكتشافها المتعلم. وتعد بدورها إعداداً بناءاً مثل تتابع التفاعلات بين المعلم والطالب وبين الطالب والمنهج المدرسي لتأخذ صورة سؤال واجابة وتخرج باكتشاف غير مخطط له.


ويؤكد كارول ان الانشطة المقدمة لابد ان تعطي فرصة للطالب ليتعلم من خلال الرؤية والاستماع واللمس والممارسة للأنشطة، واثارة الاسئلة والاكتشاف والابتكار وليس الإنصات والاستماع فقط. (٨)


ومع ذلك فإن الطالب لن يستطيع الوصول الى كل الموضوعات بنفسه وان مثل هذا الأمر قد يشعره بشيء من العجز وعدم القدرة والتي ترد عليه سلبا، لذا من واجب المعلم أن يقدم له المساعدة عن طريق الايحاء او التلميح مما يقوده الى الاساليب او الوسائل التي تقدره على الاستمرار. (٩)


يقوم الطالب بأداء العمل عن طريق استكشافاته لامكاناته وقدراته بحيث يؤدي محاولات مختلفة ينتقي ويكرر المناسب منها ويدمج بعضها البعض بهدف الوصول الى الإنجاز الصحيح، وينحصر دور المدرس في تحفيز الطلاب واستثارتهم والتوجيه بحيث يتمكن الطلاب من استخدام عقولهم في التفكير للاستكشاف والاختبار. (١٠)


ويمكن القول إنّه طالما كان هناك تفاعل بين المدرس والطلبة، وعمل المدرس هو التوجيه والإشراف فانّ كل اكتشاف في الواقع هو اكتشاف موجه.


وقد اثبتت التجارب والابحاث في هذا الميدان أن اتباع اسلوب الاكتشاف الموجه لمواجهة الفروق الفردية بين الطلاب من خلال اتباع التعليم عن طريق الوسائل التعليمية فمنهم من يحقق مستوى عاليا من التحصيل عند الاستماع للشرح النظري للمعلم وتقديم امثلة قليلة ومنهم من يزداد تعلمه عن طريق الخبرات البصرية مثل مشاهدة اللوحات التوضيحية والرسومات. (١١)


وقد تكون الوسائل التعليمية عبارة عن اشياء حقيقية (أنموذجات أو مجسمات) من اعداد المعلم أو الطالب تصنع من خامات مختلفة تسمح بالتفاعل مع الموقف التعليمي بما يحقق اندماج الطالب في النشاط التعليمي.


خصائص التعلم بالاكتشاف الموجه


  1. استثارة الدافعية لدى الطلاب للاكتشاف من خلال استثمار تفكيرهم في حل كثير من المشكلات التي يصادفها المتعلمون في حياتهم.
  2. استثمار خبرات الطلاب ومعارفهم السابقة كأساس لاكتشاف أمور يمكن أن تبنى على هذه الخبرات وخاصة ما يتعلق ببعض المفاهيم والقواعد والقوانين التي سبق وعرفوها.
  3. توفير الاجواء المناسبة التي تعودهم على طرق البحث المناسبة لمستوياتهم النمائية متدرجا بالأمور السهلة، تقدمه لمتطلبات أكثر عمقا.
  4. مساعدة الطالب على تخمين اكتشاف الحل وهذا يعني ان يبنى الموقف التعليمي على فهم أبعاد القضايا التي يطلب الى المتعلم اكتشافها وهذا الدور يعود في أساسه على المعلم.
  5. التأكد من صحة التخمين، وهذا يقضي أن يقوم المعلم بإرشاد المتعلم الى استبعاد المحاولات الخاطئة التي يعتقد انها توصله الى الحل وأن ينصحه باستبدالها بمحاولات جديدة قد توصله إلى الحل.
  6. مساعدة المتعلم على التطبيق الصحيح بالتطبيق عليه والتدرب على استعماله وتوظيفه والارتكاز عليه في حل واكتشاف قضايا أخرى. (١٢)


مميزات الاكتشاف الموجه


  1. الاسئلة بطريقة منطقية لها علاقة بمحتوى الوحدة التدريسية.
  2. التغذية الراجعة مستمرة.
  3. اشغال الطالب بعملية معينة تؤدي الى الاكتشاف.
  4. تطور القابلية على اكتشاف اشياء متتالية تقود الى اكتشاف فكرة معينة.
  5. تطوير القابلية على الصبر من قبل كل من المعلم والتلميذ. (١٣)


متضمنات الاكتشاف الموجه


  1. يكون المعلم راغباً في عبور خط أو عتبة الاكتشاف.
  2. يكون المعلم ميالاً الى استثمار الوقت في دراسة تركيب النشاط وفي تصميم السياق الملائم للأسئلة (الدلائل). 
  3. يكون المعلم راغباً في اخذ الفرصة والقيام بالتجربة مع الأشياء غير المعروفة.
  4. يثق المعلم بالقابلية الذهنية للطالب.
  5. يكون المعلم قادراً على انتظار الاستجابة كما انه سوف يقوم بالانتظار طيلة الوقت أو الفترة التي يحتاجها الطالب لاكتشاف الجواب.
  6. يكون الطالب قادراً على التوصل الى الاكتشاف الصغير الذي يقود الى اكتشاف الفكرة المطلوبة. (١٤)


خطوات التعلم بالاكتشاف الموجه


يمر المتعلم بالاكتشاف الموجه للوصول إلى الهدف المأمول في خطوات هي:


  1. خطوة التفكير العصبي - الشعور بالمشكلة.
  2. خطوة الانتباه إلى أشياء اخرى في الموقف. 
  3. خطوة الومضة الفجائية من الاستبصار (التأكد من الحدس). (١٥)


صعوبات التعلم بالاكتشاف الموجه


لم تأخذ هذه الطريقة حظها المطلوب بين طرق التدريس الاخرى رغم اهتمام الكثير من كليات التربية في الجامعات المختلفة بطرق التدريس الحديثة رغم وجوب الاستفادة من نتائج البحوث والدراسات في هذا المجال بغية تذليل صعوبات هذه الطريقة التي قد ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمتطلباتها العديدة وهي كما ذكرت المصادر نجملها بما يأتي:-


  1. تحتاج هذه الطريقة الى وقت اطول مما تحتاجه بقية طرق التدريس الاخرى.
  2. لا يستطيع الطالب في بداية تعلمه اكتشاف كل شيء بدرجة كافية.
  3. لا تلائم هذه الطريقة تدريس كل الموضوعات الدراسية وقد لا تلائم جميع الطلبة.
  4. تحتاج الى نوعية خاصة من المعلمين وتوافر الكثير من الوسائل التعليمية التي تدعم الموقف التعليمي. (١٦)


قائمة المراجع:


١- أشتية، مسعدة سليم علي، أثر استخدام طريقة الاكتشاف الموجه في الرياضيات على تحصيل واتجاهات طلبة الصف السادس الأساسي في نابلس، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة النجاح الوطنية، فلسطين، ٢٠٠١، ص ٤٥.


٢- خصاونة، أمل عبد الله، أثر أسلوبي الاكتشاف والعرض في العلاقة بين التفكير الإبداعي والتحصيل في الرياضيات لطلبة المرحلة الإعدادية في الأردن، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة اليرموك، الأردن، ١٩٨٤، ص ٣٨.


٣- عطية، حسن علي، الإستراتيجيات الحديثة في التدريس الفعال، عمان، دار صفاء للنشر والتوزيع، ٢٠٠٨، ص ١٥٦.


٤- فرج، عبد اللطيف بن حسين، طرق التدريس في القرن الواحد والعشرين، ط٢، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، ٢٠٠٩، ص ١٤٣.


٥- الشارف، أحمد، المدخل لتدريس الرياضيات، جامعة السابع من أبريل، الجامعة المفت، ١٩٩٧، ص ١٦٥.


٦- رجاء حميد رشيد، تأثير استخدام طريقة الاكتشاف الموجه في تنمية مهارات تشكيل المشغولات الفنية لدى طالبات الصف الثاني المتوسط، رسالة ماجستير، كلية التربية الاساسية، جامعة ديالى، العراق، ٢٠١٣، ص ١٠-١١.


٧- فرج، عبد اللطيف بن حسين، مرجع سابق، ص ١٤٣.


٨- رجاء حميد رشيد، مرجع سابق، ص ١١


٩- فرج، عبد اللطيف بن حسين، مرجع سابق، ص ١٤٣.


١٠- الربيعي، محمود داود، طرائق تدريس التربية الرياضية وأساليبها، لبنان، بيروت، دار الكتب العلمية، ٢٠١١، ص ٢٢١.


١١- طربية، محمد عصام، تكنولوجيا التعليم-الوسائل التعليمية وتقنيات التعليم، دار حمورابي للنشر والتوزيع، ٢٠٠٨.


١٢- فرج، عبد اللطيف بن حسين، مرجع سابق، ص ١٤٦-١٤٧.


١٣- الربيعي، محمود داود، طرائق وأساليب التدريس المعاصر، إربد، عالم الكتب الحديث، ٢٠٠٦، ص ١٦٥.


١٤- الربيعي، محمود داود، المرجع السابق، ص ١٦٥.


١٥- الربيعي، محمود داود، المرجع السابق، ص ١٦٦.


١٦- برغوث، رحاب صالح محمد، فاعلية استخدام الأسلوب القائم على الاكتشاف الموجه لتنمية بعض المهارات الرياضية لدى الأطفال المتخلفين عقليا، ٢٠٠٨.




reaction:

تعليقات