التعلم المتمازج، مزاياه، فوائده، مكوناته

التعلم المتمازج، مزاياه، فوائده، مكوناته

التعلم المتمازج ليس مفهوماً جيداً، إذ له جذور قديمة تشير في أغلبها إلى التمازج في واستراتيجيات التدريس وطرائقه وأساليب التعلم مع الوسائل المساعدة المختلفة والمتنوعة وبذلك قد يتنوع بشكل كبير جداً، لأن حدوث عملية التعلم عن طريقه تعتمد على عناصر متعددة: (الخبرة، والمنهج، والمتعلمين، وأهداف التعلم، والمصادر)، الأمر الذي يدل على إنه ليس هناك استراتيجية واحدة.

والتعلم المتمازج له وطرائقه وأساليبه ووسائله المساعدة، وإنه ليس تعلماً عشوائياً بل هو تعلم قائم على أسس ومبادئ علمية، فهو تعلم لا يهتم بتقديم المحتوى فقط، بل يهتم بعناصر الوحدات التعليمية ومكوناتها كاملةً، وهو يحتاج الى بيئة متكاملة تتوافر فيها كل ما هو يسهم في نجاح عملية تعلم المهارات التعليمية، وتكمن قوة التعلم المتمازج في إمكانية مزج أساليب تدريس وتعلم مختلفة، فضلاَ عن تمازج ذلك بوسائل مساعدة بما يتلاءم مع ظروف المتعلم وامكانيته، الأمر الذي يتيح له الفرصة للتغلب على السلبيات والمعيقات التي قد يواجهها في أثناء عملية تعلمه للمهارات التعليمية المطلوبة، فضلاً عن إن التعلم المتمازج يحقق تفاعلاً بين المدرس والمتعلمين وبين المتعلمين أنفسهم داخل الوحدات التعليمية، زيادة على إمكانية توافر الوسائل المساعدة مما يؤدي بدوره الى تحقيق الأهداف المطلوبة بفاعلية. (١)

مزايا التعلم المتمازج

من مزايا التعلم المتمازج:

1. تعدد مصادر التعلم من خلال دمج التعليم العادي والتعليم الإلكتروني.
2. ملاءمة التكاليف مع التطوير مع العائد من خلال توفير طرق مختلفة، ونماذج مختلفة يتم اختيار المناسب منها.
3. توجد بيئة تفاعلية من خلال التفاعل العادي والتفاعل عبر الوسائط الإلكترونية.
4. التفاعل الإنساني من خلال التفاعل بالفصل وتطوير التعليم. (٢)

فوائد التعلم المتمازج

ومن فوائد التعلم المتمازج: تطوير دور المعلمين، وجعلهم قادة ومرشدين لتعليم طلابهم من خلال استخدام الحاسوب، وشبكات المعلومات المحلية والعالمية، إضافة إلى جعل الحواسيب وشبكات المعلومات المحلية والعالمية في متناول يد المتعلم، وتمكين جماعات التعلم من استخدام البرمجيات التعاونية متعددة الوسائط والبريد الإلكتروني، والمكتبات الافتراضية، وجميع معطيات شبكة الإنترنت وملاءمتها للإمكانات المختلفة للمدارس والجامعات المختلفة بطرق فاعلية، والتغلب على مشكلة التغير الدائم في محتوى المواد التعليمية.

وأن هذه الفوائد تتلخص في تحسين فاعلية التعلم، وتوسيع مدى الوصول بحيث يسمح بالوصول لأكبر عدد من المتعلمين، إضافة إلى زيادة فاعلية كلفة تطوير المواد. (٣)

مكونات التعلم المتمازج

فيرى كارمان (2005 ,Carman) بأن التعلم المتمازج يمكن أن يشتمل على المكونات الخمسة الآتية:

1. الأحداث الحية المتزامنة (Live Events) وتعد المكون الأساسي للتعلم المتمازج، فلا يمكن لأي شيء أن يحل محل التواصل المباشر مع المعلم. 
2. أحداث التعلم الذاتي غير المتزامن ( Asynchronous Self- Paced Learning): وهي تضيف قيمة كبيرة للتعلم المتمازج، ويجب أن تعتمد على التوظيف الفعال للمبادئ الحديثة والتقليدية للتصميم التعليمي، مثل استخدام الوسائط المتعددة.
3. التعاون (Collaboration): حيث أن البشر بطبيعتها عبارة عن كائنات اجتماعية، فلذلك يكتسب التعلم قوة عظيمة عندما يتم من خلال التعاون ذي المعنى، بغض النظر سواء كان هذا التعاون بين المعلم والمتعلم، أو بين المتعلمين بعضهم.
4. التقييم (Assessment): وهذا يمكن المتعلمين من التأكد من المحتوى الذي تعلموه بالفعل، وتحسين تجربتهم الخاصة بالتعلم المتمازج، وهو قياس الفاعلية لكل أحداث وأشكال التعلم الأخرى.
5. أدوات دعم الأداء أو الأدوات المرجعية Reference Materials)  Performance support Materials): وهي المكون الأكثر أهمية حيث يضمن بقاء التعلم، وانتقال أثره في بيئة العمل، وتتمثل هذه الأدوات في المراجع القابلة للطباعة (Printable Reference) والأعمال المساندة (Job Aids). (٤)

متطلبات التعلم المتمازج

تعد متطلبات التعلم المتمازج عبارة عن خليط من متطلبات وخصائص أساليب واستراتيجيات تدريس وتعلم مختلفة، ومن هذه المتطلبات هي:-

1. أن يكون التعلم المتمازج متكاملا.
2. تشجيع المدرسين على استعمال استراتيجيات وطرائق وأساليب غير تقليدية في التعلم وتساعد في تفعيل الوحدة التعليمية.
3. أن يكون المدرس قادرا على استعمال التعلم المتمازج الحديثة. 
4. توفير الأدوات والبرمجيات والأجهزة والاحتياجات كافة لهذا النوع من التعلم. (٥)

معوقات التعلم المتمازج

هنالك العديد من معوقات التعلم المتمازج الخاصة بالبنية التحتية وهي:

1. بطىء الشبكة لدى بعض المتعلمين، مما يؤدي إلى عدم القدرة على تحميل المقررات التعليمية.
2. كل حاسوب شخصي لديه مواصفات قد تتعارض مع المواصفات المطلوبة لتشغيل المحتوى مثل نسخة المتصفح الوصلات سرعة الشبكة، مساحة الذاكرة، وحدة المعالجة المركزية Cpu، كذلك (Lms) نظم إدارة المحتوى باهظة الثمن وإذا اعتمد عليها في تصميم البرنامج سنجد بعض الجوانب مفقودة مثل التقويم.
3. الوقت الكبير الذي تحتاجه البنية التحتية.
4. يكون القياس صعباً إذا لم يوضع بالاعتبار معايير للتقييم، أو القياس.

ومن معوقات التعلم المتمازج كذلك العامل البشري المتمثل في عدم إلمام المعلمين والمتعلمين بالمهارات الضرورية للتعامل مع التقنيات الحديثة وكذلك المعوقات الفنية المتعلقة بالتعامل مع الأعطال، والتوقف المفاجئ للأجهزة التعليمية عن العمل، مما قد يسبب إرباكاً للمعلم والمتعلم، إضافة على صعوبة التحول والتغيير من طرق التعلم التقليدية التي تقوم على المحاضرة والتلقين والتي يقوم بها المعلم، إلى استخدام تقنية حديثة تتمحور حول المتعلم، كما أنه يحتاج إلى جهد وتكلفة مادية كبيرة؛ وذلك بتوفير العدد الكافي من أجهزة الحاسوب داخل المؤسسات التعليمية، وتصميم وإنتاج برمجيات وخدمات اتصالات. (٦)

قائمة المراجع:

١- كريم عبد الزهرة جرد سلمان الخفاجي، تأثير استراتيجية التعلم المتمازج في تطوير القدرات الإدراكية والإبداعية الحركية ومهارات التنس للطلاب، أطروحة دكتوراه، كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة، جامعة بابل، ٢٠١٩، ص ٣٠.

٢- تركي بن فيصل بن تركي الفهيد،  واقع استخدام التعليم المدمج في تدريس العلوم الطبيعية في المرحلة الثانوية من وجهة نظر مشرفي ومعلمي العلوم بمنطقة القصيم، رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية، ٢٠١٥، ص ٢٣.

٣- أميرة إسماعيل البشايرة الزيدانيين، أثر طريقة التعلم المتمازج في الجغرافيا على التحصيل والتفكير الناقد لدى طالبات الصف السابع الأساسي في مدارس مديرية تربية المزار الجنوبي، رسالة ماجستير، جامعة مؤتة، ٢٠١١، ص ١٢.

٤- عبد الرحمن إبراهيم الحويطي، أثر استخدام التعلم المتمازج في التحصيل الرياضي وفي تنمية الاتجاهات نحو الرياضيات لدى طلاب الصف الرابع الابتدائي في المملكة العربية السعودية، رسالة ماجستير، جامعة مؤتة، ٢٠١١، ص ١٢-١٣.

٥- خنساء خطاب عبد الامير، تأثير التعلم المتمازج في تطوير بعض القدرات الحركية واكتساب الأداء الفني لمهارات الحبل بالجمناستك الايقاعي، رسالة ماجستير، كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة، جامعة بابل، ٢٠١٦، ص ٢٨.

٦- أميرة إسماعيل البشايرة الزيدانيين، مرجع سابق، ص ١٥.