التعليم المدمج، نشأته، مفهومه، أهميته، أهدافه

التعليم المدمج، نشأته، مفهومه، أهميته، أهدافه

نشأة التعليم المدمج: يشير (أحمد، ٢٠١١) إلى أن الفكرة الأساسية للتعليم المدمج هي نتيجة إعادة التفكير في الممارسات التقليدية في الفصول الدراسية، وتطوير نوع جديد من إدارة التعليم من خلال الدمج بين التعليم التقليدي والتعليم الإلكتروني، حيث أن مصطلح التعليم المدمج ليس جديدا، لكنه تحول عبر سلسلة من الابتكارات التكنولوجية في التعلم لقرون عديدة، ووصولاً إلى التعليم الإلكتروني، والآن يتم الخلط بين التعليم من خلال الانترنت والمستحدثات التكنولوجية، ليتم استخدامها في الفصول الدراسية، كما يؤكد (هنداوي وسعيد، ٢٠١٢) بأن "التعليم المدمج ظهر كتطور طبيعي للتعلم الإلكتروني، فهو يجمع بين التعلم الإلكتروني والتعليم التقليدي، فهو لا يلغي التعلم الإلكتروني ولا التعليم التقليدي، بل مزيج من الاثنين، ومحاولة للتغلب على سلبيات كل من التعلم الإلكتروني والتعليم التقليدي". (١)

التعليم المدمج، التعلم المدمج

تعريف التعليم المدمج


يعرف التعليم المدمج بأنه: أسلوب للتعليم يوظف فيه المعلم أدوات وأساليب التعليم التقليدي كالشرح والمناقشة والتدريب والمجسمات والتجارب مع أدوات التعلم الذاتي وأدوات التعليم الإلكتروني لتقديم نوعية جيدة من التعلم تناسب خصائص المتعلمين واحتياجاتهم من ناحية وتتناسب مع طبيعة المقرر الدراسي والأهداف التعليمية المرجوة منه. (٢)


وكذلك يعرف بأنه: عملية دمج التعلم الصفي بصورته الإعتيادية المعتمد على الغرف الصفية بالتعليم الإلكتروني المتضمن لشبكة الإنترنت والحواسيب في عملية التدريس، أما بطريقة متزامنة أو غير متزامنة، وفق الموقف التعليمي من أجل الحصول على أفضل المخرجات التعليمية المرجوة. (٣)


أهمية التعليم المدمج


تكمن أهمية التعليم المدمج بالنقاط الآتية: (٤)


  1. أنها طريقة دعت القائمين على التعليم والتدريب عن بعد للأخذ بأسلوب الدمج بين التعليم التقليدي والتعليم عن بعد رغم ما يحققه التعلم عن بعد من النتاجات التعليمية، إلا أن قدرته محدودة في الجوانب المهنية العملية سيما في التخصصات الطبية والهندسية والتي تحتاج إلى تطبيق عملي وتدريبات ميدانية.
  2. التغلب على عيوب التعليم عبر الإنترنت واستخدام تعليم متنوع في إستراتيجيات الواجبات التعليمية لتحقيق التفاعل لدى المتعلمين.
  3. التحسن في مخرجات التعلم وتحقيق رضا المتعلمين لا تقل أهمية عن تحسين مخرجات التعلم، والذي له الأثر في زيادة التحصيل الدراسي، على فرص التعلم النشط والتعلم المتجهة ذاتيا للمتعلمين. 


أهداف التعليم المدمج


يعد التعليم المدمج مصدراً هاماً لمواجهة الثراء التربوى والتزايد المستمر في شتى مجالات المعرفة وكذلك يعتبر فرصة حقيقية للتفاعل الإجتماعي بين المتعلمين وبعضهم والمعلمين، كما انه قادر على خلق قوة شخصية للمستخدمين وزيادة التأثير على المشتركين وبعضهم البعض وكذلك يعتبر مصدراً هاماً لاسترجاع المعلومات وقتما يريد المتعلمين.


ورغم إن التعليم المدمج يجمع أفضل ما في كلا النمطين" التقليدي والتعليم عن بعد حيث أنه إذا صمم جيداً فهو يستطيع مزج أكثر العناصر فعالية في كلا النمطين فلقد وجد أن أغلبية الأشخاص يختاروا التعليم المدمج لتحقيق ثلاثة أهداف أساسية وهي: (٥)


  1. تطوير طرق التدريس.
  2. زيادة المرونة والتفاعل.
  3. زيادة القدرة على التأثير.


مميزات التعليم المدمج


تتمثل مزايا التعليم المدمج فيما يلي: (٦)


ربط التعليم داخل الغرفة الصفية وخارجها ومتابعته: يواجه المتعلمون عقبة في ربط المهارة المكتسبة بالمواقف العملية. فالتعليم يعتمد على التطبيق العملي وما يتعلمه من نظريات. 


فعندما يقوم المعلم بتعليم الطلبة كيفية التوثيق العلمي للمراجع المستخدمة في البحث الميداني، فإنهم قد يجدون عقبة في تطبيق ذلك عمليا أثناء كتابة البحث، رغم أنهم فهموا طريقة التوثيق نظريا وبشكل ممتاز. 


وهذه المشكلة ستكون خلال إستخدام طرق تدعم التعلم خارج غرفة الصف، وذلك باللجوء الى عدة قنوات تسهم في دعم التعليم التقليدي بنمط آخر عن بعد.


أعداد الطلبة في الغرفة الصفية: إن زيادة أعداد الطلبة في غرفة الصف مبرر مناسب لإستخدام التعلم المدمج وهي ظاهرة أصبحت تميز المدارس حتى في كمية المواد التي يتلقاها الطلبة.


الخروج من العملية التعليمية من النمطية والملل: يعد التعلم المدمج حافزاً في التغيير بين عمليتي التعلم والتعليم والذي قد يبعدهما عن النمطية والملل، لكن هذا التغيير التربوي يجب أن يرتكز على فهم واضح ودقيق لعملية التعليم ونتاجاته المنشودة، لتصبح عملية التغيير مستمرة حتى على مستوى التعليم العالي.


وتبدو الحاجة ضرورية الى إيجاد فرص عمل تعليم تسهم في تحديد الجانب المعرفي لدى الطلبة، بإعطاء الطلبة دورا مهما في المناقشة والحوار الإيجابي.


وهنا يرتقي الخطاب العام للطلبة (Disourse) إلى درجة من التقدم وتحقيق الغايات المنشودة من هذه الإجراءات وتزداد هذه الطريقة تميزاً باستخدام الوسائل التقنية كالإنترنت عند تشكيل المجموعات الإستقصائية.


المتطلبات الاساسية لتنفيذ التعليم المدمج


ليس من السهل تنفيذ التعلم المدمج في البيئات الدراسية هناك حاجة إلى بعض الاستعدادات الأساسية في جميع عناصر عملية التدريس والتعلم مثل المعلمين، والطلاب وتصميم المحتوى والبنية التحتية، وفيما يلي أهم المتطلبات الأساسية لتنفيذ التعلم المدمج الناجح: (٧)


  1. معلمين مدربين تدريبا جيدا.
  2. المعلمين لديهم موقف علمي.
  3. للمدرسين نظرة أوسع ونهج إيجابي للتغيير.
  4. مرافق كاملة مثل معمل كمبيوتر مجهز جيدًا ووصلة إنترنت وتوفير محادثة فيديو.
  5. يمكن للطلاب الوصول إلى الإنترنت من خلال أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم.
  6. نظام المرونة.
  7. التقويم التكويني والتقييم الداخلي المستمر للسلطات المدرسية والهيئات التعليمية العليا.


صعوبات استخدام التعليم المدمج


أن هناك العديد من الصعوبات والمعوقات التي تواجه استخدام التعليم المدمج، ومنها: (٨)


  1. صعوبات بشرية: وتتمثل في عدم وضوح التعليمات الخاصة بتنظيم المحتوى التعليمي، في بيئة التعلم المدمج وضرورة توافر مجموعة من المهارات كمهارة استخدام الحاسب الآلي، ومهارة التعلم الذاتي، ومهارات الإنترنت.
  2. صعوبات تقنية: عدم توافر الأجهزة والبرامج للتعامل مع بيئة التعلم المدمج عدم توفر الفصول الافتراضية عدم توفر الاتصال بالإنترنت. غياب برامج التدريب على المهارات وعدم توفر نظام إدارة المحتويات.
  3. صعوبات تربوية وادارية: ضعف الوعي والتخطيط للتعلم المدمج وصعوبة توزيع عناصر المحتوى والأنشطة بين التعليم التقليدي والتعلم المدمج.
  4. صعوبات اجتماعية: خوف الآباء من التحول لمواقع غير تربوية وانخفاض الوعي بالتعلم المدمج والأمية التقنية في المجتمع.
  5. صعوبات اقتصادية: ارتفاع تكلفة الأجهزة والبرامج والاتصال بشبكة الإنترنت وعدم توفر حوافز مادية للمعلمين.


قائمة المراجع:


١- العجلان، عبدالرحمن عبدالعزيز بن عبدالرحمن، المتطلبات اللازم توافرها لتطبيق التعليم المدمج في المرحلة الثانوية بالمملكة العربية السعودية من وجهة نظر المعلمين، العجلان، عبدالرحمن عبدالعزيز بن عبدالرحمن، المجلد ١، ٢٠٢٠، ص ١٤٩.


نقلا عن:


- أحمد، أحمد محمد الصغير عمران، فاعلية التعليم الخليط في تنمية بعض المفاهيم الجغرافية والميل نحو المادة لدى طلاب المرحلة الإعدادية"، رسالة ماجستير في التربية تخصص مناهج وطرق تدريس جغرافيا، مجلة الجمعية التربوية للدراسات الاجتماعية مصر، ٢٠١١، ع٣٣.


- الهنداوي، سعيد فايز، فاعلية استخدام التعلم المدمج لتنمية المهارات العملية في مقرر العلوم لدى طلاب المرحلة المتوسطة بالمملكة العربية السعودية، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، جامعة حلوان، ٢٠١٢، ص ٤١٩.


٢- أ.م.د هيام مصطفى عبد الله، أ.م.د سماح حلمى يس، أثر استخدام التعليم المدمج على جودة الأداء التدريسي وتنمية المهارات العملية ومهارات ما وراء المعرفة لدى طالبات الاقتصاد المنزلي، المجلة العلمية لكلية التربية النوعية، المجلد ١، العدد ٨، ٢٠١٦، ص ١٢.


٣- القحطاني، شروق بنت مهدي مناحي، درجة توظيف معلمات اللغة الإنجليزية بالمرحلة الثانوية للتعليم المدمج في مدينة الرياض، رسالة ماجستير غير منشورة، کلية التربية، جامعة الأمير سطام بن عبد العزيز، المملكة العربية السعودية، ٢٠٢١.


٤- غادة يوسف عبدالهادي ابو صليح، معيقات إدارة التعليم المدمج لدى مديري المدارس الحكومية في لواء دير علا من وجهة نظر المعلمين، رسالة ماجستير، جامعة جرش، ٢٠٢٢، ص ١٢.


٥- سيد، نهى مصطفى محمد، برنامج إلكتروني قائم على التعليم المدمج لتنمية قدرات المعلمين بالمرحلة الثانوية على استخدام المستحدثات التكنولوجية، المجلة العلمية لكلية التربية، العدد التاسع، الجزء الثاني، ٢٠١٣، ص ٥٦٣.


٦- غادة يوسف عبدالهادي ابو صليح، مرجع سابق، ص ١٨-١٩.


٧- منال مهدي حسن الكندي، اتجاهات طلبة الجامعة نحو التعليم المدمج وعلاقته بالتسويف الأكاديمي، رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة القادسية، ٢٠٢٢، ص ٢٩.


٨- نايف بن حجي خلف البجيدي العنزي، فاعلية التعلم المدمج في إكساب مهارات وحدة الإنترنت في برنامج التعليم للمستقبل لمعلمي المرحلة الثانوية واتجاهاتهم نحوه، أطروحة دكتوراه، كلية التربية، جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية، ٢٠١٢، ص ٢٨.



مكتبة جواد
مكتبة جواد
تعليقات